الجمعة، 23 يناير 2009

الترنيمة الأولي (الأمان قد يكون انسان)

نهمس ... نصمت ... نشدو ...نصرخ ...ينساب البوح أحياننا ... نلتزم الصمت احياننا ... نحتاج أن نسمع ايضا ترانيم صديقة ، ترانيم رقيقه ، ترانيم عميقه ... صديقتي الحبيبة " مي القوني " مرحباً بترانيمك ايها الطائر المغرد علي مدونتي المتواضعه


شيماء زايد




الأمان ...قد يكون ... انسان
بقلم مي القوني


الأمان .. كلمة غير ملموسة وقد تكون في الواقع غير محسوسة فقدناها في ظل تلك الحياة المادية العارمة ... و التي حولت أمواج المياه الرقيقة التي تبعث لنا نسيما يملأه السكينة و الأمان في دفء الشمس إلي أمواج شديدة تحاصرنا تخنقنا في ليالٍ مظلمة مخيفة يملأها الرعد والبرق ...

ماذا يعني الامان بالنسبة اليك ؟ قد يكون الأمان مالا أو مأوي أو سلطة هو ما يجلب إحساس الأمان للانسان قد يكون رمزا أو صورة ، قد يكون انسان وما أدراك ما الانسان ...

كيف تري الأمان في انسان... فتشعر بالسكينة... بالإطمئنان يُجلي الخوف من صدرك ... الخوف الذي يتسلل إلي نفوسنا الآن في هذه الدنيا فيملأنا إحساس بالغربة وإذا بك تشعر أنك امتلكت العالم بيديك و أنت بين يديه حين تراه أو حتي حين تهب عليك ذكراه ... وأن الشفاة بالبسمة تجود ... و الفرحة في النفس لا تموت ... وحين تفرق الدنيا الطريق تنكسر العين واذا بزفرة تهب من صدر يشتاق ...

رأيت الأمان في عين الأم التي تحضن قبل أن تمس التي تنثر عبير الحب بلا حدود...

رأيته بين الزوجين الحبيبين شرطين متلازمين ... فإن فُقد أحداهما فُقد الأمان بلا جدال ... رأيته يُسكن قلب بجوف فؤاد الآخر ...

رأيت الأمان في نفس انفلقت نصفين فكانت أخوين ... أو اختين ... أو أخ و أخت ... ورأيت حبهما وخوفهما ورأيت قربهما رغم بعدهما و رأيت حسهما ببعضهما...

رأيت الأمان بين صديقين رفيقين في دروب الحياة الطويلة ... في الفرح و الحزن في الضيق و الفرج .. و لو كنتم في ليلة بكماء سمائها ظلماء فأن تعصر يديه و تلصق كتفك في كتفه فهذا كافٍ أن يملأ جوفك بالأمان ... فلو كل عيون الناس رأت الخوف ، يعشش في قلوبكم الأمان ...

رأيت الأمان في القدوة ... حين أنظر إليها من أسفل إلي أعلي .. حين أوقن أني سأجد من يأخذ بيدي إن تعثرت في الطريق يربط علي كتفي يعلمني دون أن أشعر بخوف أو وجل .. فأعلم أن هناك من يحرسني ويرعاني فضلا عن علم وخبرة يتركني لأتعلم ويحميني علي حافة الخطر فكانت قمة الأمان ....
وقد تفقد كل هذا في برهة ودون مقدمات وتجد الوحدة وسط الناس و الخوف في مأواك ... أتعلم أين تجد الأمان ؟!!

حين تعلم أن هناك من ينتظر منك الأمان فتفرد جناحك كي تطوي من يحتاجك تحت جناحيك ... حين تداوي الجراح وتنشر الظلال علي من يلهث إليك وتمسح عرق جبينه ... وهنا فقط تشعر أن أمانك في عطائك تشعر بالأمان لأنك منحت أحد إياه ..........

الطائر المغرد
مي القوني

الجمعة، 2 يناير 2009

الهمسة الخامسة عشر (حفلة البلاستيك)




في البيت الكبير ذي الجدران العتيقة كل شيء قديم ،الستائر الناعمة المنسدلة من الحرير الطبيعي ،الأثاث الكلاسيكي المتقن النقش ، السجاد اليدوي الصنع ، الأواني النحاسية الثقيلة ، قنينة الحبر –الجاف- القابعة فوق المكتب المهجور.
كل شيء ثمين ،كل شيء قديم عدا نحن .
في البيت الكبير نسير بأحذيتنا ذات النعال البلاستيكية ، نضع الأقنعة البلاستيكية
، نحمل هواتف نقاله بسماعات صغيرة بلاستيكية نصم بها آذاننا، نحمل أقلام من بلاستيك – لا تجف ولا تكتب- ، ونسيج ملابسنا كذلك تدخله خيوط بلاستيكية .
في البيت القديم نقيم احتفالنا المعتاد بزينات بلاستيكية ، بابتسامات بلاستيكية ،
بكلمات روتينية وتحركات آلية .
كلاً منا داخل عالمه الخاص ، كلا منا حبيس نفسه ، نتعامل بمشاعر بلاستيكية.
مبخرة جدي تأن ، وصدي الأنين يردده جدران البيت الكبير ، حاولت أن أزيل من فوقها غبار السنين ، فهدأ أنينها وإذا بالدخان ينبعث منها ، تلوي الدخان في الهواء قليلا فغير لونه وتجمع مكوننا كلمة واحده ، كلمة من دخان كتبت علي صفحة الهواء "بلاستيك"
عندها تشقق غلاف من بلاستيك كسا جسدي من أمد بعيد ، تحسست صدري فلمست بأناملي بلاستيك.
عندها رفضت أن أحيا بنبضات من بلاستيك .
وضعت قلبي في المبخرة ففاح الحنين.
ذاب البلاستيك فرأيت ابتسامتي الثمينة ، ابتسامتي القديمة
في البيت الكبير حيث كل شيء قديم .

تمت بفضل الله ،

شيماء زايد

21/12/2008


إهداء لكل من استطاع إذابة البلاستيك ، وخاصة اثنين أقلامهم تكتب ولا تجف