الجمعة، 24 ديسمبر 2010

الهمسة الثامنة والعشرون ( هارب )


"هـــــــــــــــــــــــــــــارب"

الصورة لعازفة الهارب الفنانة منال محي الدين

ضعيف أنا مع كل الآلات الوترية...
تهتز أوتار (الهارب) تحت أناملها الدقيقة، تتقافز الألحان، تنسجم مع نسيج ملامحها الهادئة.. يتسلل النغم الحزين.. تقوده بإشارة رفض من رأسها... تواصل النسج، وكأنها تغزل أوتاراً من قلبي، ينساب منها الإيقاع...أتذكر أول عهدي.. السلم الموسيقي:
دو.. ري.. مي .. فا..
فضاء الحجرة كان ملاذي للتأمل، أتفقدُ الآلات الصامتة.. عقب وصلة من الاستماع المسترق البديع، أزداد خشوعاً أمام الأوتار... أتلصص عليها، دون أن أمسّها... وتزداد رهبتي في حضرة العود، إلا أن الرهبة اليوم تتضاعف أمام رؤيتي للساحرة الصغيرة تقود الجنيّ العملاق،  يستجيب لأوامر أصابعها...تنحني أوتاره احتراماً لها... تتهادى أصواته الرهيفة، وتتردد في فضاءات السماء، فترتعش الأضواء، تاركة علامات براقة على جسدها النحيل.
العالم من حولهما يرقص رقصة كلاسيكية بطعم الشرق، وهما في وقفتهما شامخان يتبادلان العطاء. 
دائماً ما كنت أنسى المفتاح.. وأواصل الكتابة... صول ..لا ..سي ..دو.
دوري  كمُقعد في مسرحية الجامعة لم يؤلمني، كما يظنون، أديته ببراعة.. لا أحد يستطيع أن يحبك الدور مثلي.
كان يؤلمني عجزهم؛ ذلك العجز الأبدي الذي يجعلهم بعيدين عن إدراك الحياة... تلك التي جعلوا منها مأساتهم دون مأساة.
وأنا من مقعدي قديماً..  كنت أراه العرش، أراقب من شرفتي لعب الصغار.. مباريات الكرة التي غالباً ما تنتهي بالعراك الصبياني، جيوش الفرسان بالعصي الخشبية، قفزاتهم البهلاونية من فوق ظهور بعضهم البعض، وقد تقوس الواحد منهم ماسكاً ركبتيه بكلتا يديه، ويتوالى قفز الآخرين من فوق ظهره.
ظنوا بأنني أتمنى أن أفارقه، وأكره مكوثي بين يديه، أنني أتطلع للسير.. للركل.. للركض..  
أبداً، لم أجد في الركض متعة، كانت متعتي الكبرى أن أسبق برؤيتي أجسادهم اللاهثة وهم يتفحصون مواقع أقدامهم.. أستمع إلى فقرة الأغاني على إذاعة الشرق الأوسط، وأتابع مغامرات (تان تان) إلى ما وراء حدود البصر.. 
لم أشعر أبداً بالعجز...قبل اليوم...
أبقوني في الصف الأخير حتى لا أعوق الممر بالكرسي ذي العجلتين الكبيرتين.. استيقظتْ عاهتي من غفلتها.. وقتها تمنيتُ أن أفارقه ولو لساعة.. أحطمه، وأتجاوز ركامه.. وأنهي ارتباطنا المقدس الذي لم أشكُهُ يوماً.. وأقف شامخاً أمامها، وأبرع في فعل المشي الذي لم أتعلمه يوماً...أقدم لها باقة من الأزهار الوردية، تتوسطها قرنفلة بيضاء.. ساعة واحدة أقترب فيها من مركز الكون الذي تشكل فيها.
الواقع الجامد أمامي أقسى من التغلب عليه، تشكل الكون كله في ما أراه، ولم أستطع أن أتجاوز الرؤيه كسابق عهدي.
يتسارع الإيقاع ... تزداد توهجاً...ينشط نسيم الهواء الطلق..تتداخل كل الألوان والأضواء..
أتطلع للصف الأول، والصف الأول لا يتطلع إليّ..
 ينفطر القلب بالتمني.. تمني القرب منها.. لا كما يتطلع رجل لامرأة.. فقط أردتُ رؤية التماع عينيها الذي أستشعر وجوده بقوة.
تعلو أصوات كل الآلات.. ينفرد الهارب بالصوت الأعلى.. الصوت الأثري.. الصوت الأعمق،  وتنفرد هي باحتضان الهارب.. بلمسة أم تهدهد ابنها الطفل الكبير.. يصفق الجمهور.. يتلاشى الصوت..
ينفرد الخبر أسفل صورتهما في الجريدة وعبارة (تمت).
***

تمت بفضل الله ،
شيماء زايد
الاثنين
25/11/2010
11 مساءا

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

كارت العيد


كل عام وانتم بخير :)

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

الهمسة السابعة والعشرون ( إنكسارات الظل )

إنكسارات الظل



أراد أن ينقل قدمه في إتجاه .. أي إتجاه ، نظر حوله بحثا عن علامة أو دليل فلم يجد سوي مبان يكسوها الصمت ، وتتسلقها أضواء أعمدة الإنارة في توجس ، رفع رأسه عاليا قلب السماء بعينيه لم يجد نجما بارزا يتبعه فكل النجوم سواء ، ترتجف بأضواء بعيده ، أطرق.. فوجد ظله يتمدد علي الطريق .. بدا له أن يتبع اتجاه الظل، نظر أسفل قدميه ، وجد أنه مركز زهرة مفروشه من ظلاله الممتده حوله ، ظلال اصطناعية كتلك الأضواء المحيطه به ، هل له أن يحسم القضية الآن .. سوف يتبع أوضح الظلال ..أمعن النظر دار دورته مرتين..
استقر علي الظل البارز .. وجده متكسرا علي درجات السلم ، اتبع الإتجاه المرتعش .. صعد الدرج ، وجد نفسه فوق السجادة الخضراء .. علي صوت الحق .. دبت الطمأنينة في نفسه ... وعندما انتهي من صلاة الفجر ، خرج إلي الطريق بأقدام أكثر إئتلافا مع دروبه الملتويه .






تمت بفضل الله
شيماء زايد
14/9/2010
الثانيه صباحا

الخميس، 12 أغسطس 2010

الاثنين، 5 يوليو 2010

الهمسة السادسة والعشرون ( رائحة التبغ )






رائحة التبغ



1)

تصاعد دخان سيجاره الغليظ ، حاولت أن أقبض علي خيوطه الملتويه إلا أنني في كل مرة أجد يدي فارغة إلا من رائحة التبغ.

2)


أخبرني أن عطر ثوبي هو نفس عطر كفن أبي ، فلم أعجب لأنه الحي في كفنه ..وأنا أسعي للحياة .

3)


أعطيته معطر الفم ، نفثه داخل حلقه... اعتلي المنصة .. زيف الحقائق... صفق الجميع ...ابتسم ، تجاهلوا لون أسنانه البنية .

4)


نظر بإزداء إلي أظافري غير المتساوية الطول ،
سألني : كيف تريدين أن تصبحي كاتبة بأظافر غير مطلية
أجبته : لأنني أكتب عن مبتوري الأصابع

5)


سار الموكب ..مضي الجميع خلفه .. سرت في الإتجاه العكسي أتلمس رائحة الفل لتقودني علي الطريق .



تمت بفضل الله
شيماء زايد
5 يوليو2010
8 صباحا

الأحد، 2 مايو 2010

الهمسة الخامسة والعشرون (عزف الصور )

عزف الصور



وقع قدمية يخترق صمت أفكاره، تثور الأفكار مع كل خطوة، تتحرك حركة بندولية عشوائية داخل عقله، يحاول ترتيبها دون جدوى.. يسرع في مضيّه لعله يفلت منها، إلا أنها تزداد صخباً.. يهرب إليها.. يتأملها ويداعبها..تلك الصغيرة .. البراقة.. والذكية أيضاً.. حصل عليها للتو، وهي فقط من تستطيع تخليد ملامحه.
تسللت يده أسفل "البلوفر" السميك حتى اخترقت جيب القميص العلوي، أخرج مفتاحه ووضعه في موضعه الكامن في باب شقته الذي لم يعد يتذكر لونه من تراكم الأتربة، دلف إلى الداخل؛ أضاء مصابيح كل الغرف، أرادها أن تتجول داخل الحجرات..
لم يكن يدري من قبل أن كل الحوائط أكلتها الرطوبة، ونزفت الكثير من طلائها.
امتدت يده في تردد إلى الشباك المغلق، فتحه بحذر تاركاً فسحة صغيرة تسمح للهواء أن يتسلل ليغير رائحة العطن.
نصب الحامل أمام مقعده المفضل، وضعها عليه في حذر، وأخذ يحضرها للعمل كما علمه صاحب المتجر الذي اشتراها منه.
أسرع إلى المقعد وجلس.. أطلقت وميضها وطنينها دليلاً على اكتمال العمل، عاد إليها مرة أخرى، وأخد يتحقق من جودة الصورة من خلال شاشتها الرقمية الصغيرة، وعاود الكرّة .. تارة وهو يبتسم.. وتارة وهو عابس.. وهو يضحك ضحكة تكشف عن أسنانه.. وهو ملقٍٍ برأسه على كفيه متشاكبي الأصابع..وهو واضع قدماً فوق قدم .. وقدماه متجاورتان.. أراد أن يسجل كل انفعالاته...ليتبقى منه شيء بعد الرحيل.. يشعر بأن شبح الموت يشاركه السكن، يتأهب للانقضاض عليه في أية لحظة.. ليس هناك من يحمل اسمه.. ولسوف تتلاشى ذكراه الدخانية بمجرد رحيله..
تذكر صديقاً عزيزاً عليه أن يشاركه الصورة القادمة، دخل غرفته، فرد قامته وشدها، واقفاً على أطراف أصابعه؛ محاولاً الوصول إلى صديقه القابع فوق خزانة الملابس.. تتحسس أصابع يده الهواء.. يبذل المزيد من الجهد للوصول.. تلتقط يداه شيئاً بملمس الجلد، يحركه قليلاً، فتسقط حقيبة قديمة، وتتبعثر محتوياتها على أرضية الغرفة.
يحاول جمع الأغراض المتناثرة .. جواز سفر قديم .. عقد إيجار قديم ..و .. يطل وجه زوجته من أسفل الأوراق، يلتقط صورة زفافهما، يذوب بين عينيها، يذكر كيف جذبته تلك العينان فذاب في صاحبتهما وتزوجها.. فتركته يذوب وحده ورحلت دون عودة أثناء ولادتها المولود الثاني داخل المستشفى الأميري .. دائماً ما كانت تصف البحر بالغدر..كانت تخشى الغرق..ولم تكن تدري أن البر أكثر إغراقاً .
إلى جانبها صورته بالأبيض والأسود، كان وجهه يافعاً نضراً. تحسس تجاعيد وجهه بحركة آلية، وابتسم ساخراً عندما راوده هاجس أن الكاميرا الرقمية لن تخفي تجاعيده في صورها الملونة.
التقط صورة أخرى تجمعهما مع أول أبنائهما، داعب وجه الصغير الهادئ الملامح، ابتسم متذكراً ابتسامته الصافية... لماذا احترقت تلك الابتسامة؟، وهل كان ابنه آثماً عندما قرر قضاء العيد مع أبناء عمومته في الصعيد... كان يتحدث عن صلة الرحم، فمضى وترك الرحم مبتوراً ...بل محروقاً، احترق أوله داخل قطار الموت.
ومضت سنوات يتشمم رائحته في المعطف الأبيض، ولم يرتد بصيراً، ولكن تتردد في مسامعه كلماته عن عدوه اللدود... المرض ... الذي تحالف مع الفقر والجهل، وجثموا فوق رئتي النيل، فانقطع عنا الهواء، إلا من بعض "الأوكسوجين" المسموح به في المعونة .
ها هي صورة الولد الأصغر بوجهه الحزين، تذكر كيف كان يجلس معه بالساعات ليعلمه العزف على العود، إلا أن الشقي اختار القانون ..ربما لأنها آلة حزينة... لا يعلم أمنحته الآلة حزنها أم هو من منحها حزنه؟... ضاق عليه البحر، فانتقل إلى العاصمة بحثاً عن عقد احتراف... إلا أنه وقّع عقداً طويل الأمد مع الحزن ...
عندما كان صغيراً كانت تراوده الكوابيس ليلاً، ويصرخ باكياً، فيهرول إلى أبيه ليخبره أن السقف سوف يلتهمه، فيضمه إلى صدره حتي يهدأ ...
بدأ صوت ذكرياته يعلو..فعلا صوته، وكأنما يحدث تلك الرقمية في الخارج.
"عندما تصاعد رنين الهاتف أجبت مسرعاً، توقعت أن أسمع صوته، إلا أنني فوجئت بصوت آخر يخبرني أن سقف حجرته التهمه... "البقاء لله، ابنك شهيد " ... شهيد الحجر..من أسقط الحجر؟ لماذا لفظت أنفاسك يا بني تحت الحجر؟، وهل قلوبهم أرحم عليك أم الحجر؟!
لملم بإحدى يديه ذكرياته الأليمة، وبيده الأخرى عرقل دمعة انحرفت تترنح على التجاعيد المرسومة في زاوية عينه.
أحضر هذه المرة مقعداً خشبياً، وقف عليه ووضع الحقيبة في مكانها، وتناول عوده القديم ، فض غلافه.. أمسك بالعود..حاول فرد ظهره المحني قدر المستطاع ... وميض... طنين، نظر إلى الصورة فوجدها صامتة!!.
مضت يده تداعب الأوتار، واليد الأخرى تشد ما ارتخى منها... لم يدر كم من الوقت ظل يعزف، إلا أنه ما إن توقف حتى سمع لحنه يتردد .. قادته عيناه لمصدر الصوت.. التفت إلى الشبّاك الذي تسلل منه الضوء، فأدرك أنه الصباح، حرر طرفي الشباك على مصراعيهما. وجد في النافذة المقابلة صبياً قمحي اللون، تتدلى أشعة الشمس على وجهه فتضفي عليه بريقاً برونزياً، قصير القامة، جريء الملامح، يعزف لحنه على "أورج بلاستيكي " صغير .. ارتبك الصبي، وتوقف عن العزف .. تاركاً لعينيه اللامعتين العنان لتذوبا في عمق العينين اللتين يحمل صاحبهما عوده القديم.
ابتسم له ابتسامة بثت الطمأنينة في صدره. . واصل الصبي العزف.

تمت بفضل الله ،
شيماء زايد
الأربعاء 3 مارس2010 الثالثة صباحا

الأربعاء، 7 أبريل 2010

عامان من الهمس

عامين من الهمس ॥ أوقد شمعتين من عمري وعمر مدونتي ॥وما زلنا في انتظار البوح
شمعتان لهولاء المحلقين بلا اجنحه
شمعتان للخفافيش السوداء علّ الشموع تنير قلوبهم المظلمه
شمعتان علي الطريق عل احداً يدركه
شمعتان لكل الاشياء المتصارعه داخل نفسي علني افهم ما بداخلي
طلب مني ابي الروحي "ايمن جمال الدين " ان اهديه في عيد ميلاده21 مارس بعض عبارات الامل
وعندما اكتشفت اني لم اعد املك ما اراد اغلقت المدونه قبل عيد ميلادها الثاني 26مارس
ولكنني اكشفت ان باستطاعتي ان اهديه ما هو اغلي فها انا اهديك عامي الثاني من الهمس فهل تقبل به ؟
ولتعلم يا ابي انك ومن هم علي طريقك مجرد وجودكم وصمودكم يعني لنا صمود الامل نحن الذين ارتضينا ان نحيا غرباء
وان الامل اضحي مسؤليه فكل انسان هو شمس يدور حولها عدد من الكواكب ولا يصح ابدا ان تنطفأ فتخرج الكواكب عن مدارها
انتظر قصيده ممميزه قريبا علي ينابيع الحياة :)
شاكره لكل متابعي همساتي لكل من سأل عن غياب الهمسات لكل القراء والاصدقاء
وقبل الجميع اشكرالذي منحني القدرة علي الهمس " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "

الخميس، 18 مارس 2010

الهمسة الرابعة والعشرون (الملعون)


الملعون




(1)

مسافر هو بين ابواب المدينه يدور حول اسوارها العالية يكرر ندائاته المستغيثه ويرفع كفيه متضرعا ، فيجيبه الصمت بلا مغفرة .

(2)

نبذه رهبان المعبد.. طردوه من مدينتهم لانه بلا فضيلة ، ورفض الركون إلي الرعاع لانه بلا رزيله ...فاصبح وطنه بين.. بين .

(3)

في نهاية الرحلة الأولي وجد نفسه عند بوابة البداية ، طرق رأسه في الجدار محاولا الانتحار بعد أن لفظته كل الأبواب ... فتخلخل الحجر ... نسي فكرة الانتحار لكنه مازل يطرق رأسه في الجدار كلما اتم دورته .

(4)

لقبوه بالملعون .. فسكن لعنته عندما أدرك أنه الفضيلة والرزيلة معا .. واتخذ من موضع قدمية موطنا ... وظل جسده مصداً علي ابواب المدينة يتلقي صفعات كل الرياح بوجه غير عابس ولم يعرف الابتسام .


تمت بفضل الله ،
شيماء زايد
الثلاثاء 16 مارس 210

الأربعاء، 10 مارس 2010

إشارة مرور ..ليست إشارة عادية




كلما أخبرني أحدهم أنني والحمد أصبحت عاقلة - من وجهة نظرهم - بتركي لصناع الحياة حيث انهم - أي اننا - لن نستطيع تغيير الكون ، افضل الكزّ علي اسناني وتلاوة كافة ادعية الاستغفار حتي لا انقض عليه او عليها.. ايا كان المصدر

الحقيقة ان صناعة الحياة هي تلك الفكرة الجامعة التي تناولها صلاح الراشد في كتابه صناعة الحياة

فانا صانعة حياة فكرا رغم انف الجميع ... أري أحدا يستنكر ويتسائل عن سبب تركي للجمعيه إذن ..البساطه لان صناعة الحياة ليست محصورة في جمعية صناع الحياة فأنا خارج الجمعية اكثر فاعليه من داخلها وهناك جيل آخر واعي قادر علي حمل الجمعيه اليوم

ولسوف نلتقي في نهاية الطريق قرب أهدافنا

لذلك فانا ادعو كافة محبين الفن والعمل وفعل التفكير داخل جمهورية مصر العربية لحضور حفل اشارة مرور :)

احتفال بمرور5سنوات علي تواجد جمعية صناع الحياة بالبحيرة

ويشرفني أن اكون بين مقاعد الحضور ॥اتذكر انني شاركت ولو ببعض المجهود في بناء هذا الصرح يوما ما

اوعدكم بحالة فنية وانسانية نادرة ...ومولد صوت جديد

فقط يوم 19 مارس (الجمعة)
على مسرح مجمع مبارك للثقافة والفنون بدمنهور
احصل على دعوتك فورااااا:
مقر صناع الحياة بالبحيرة
مسجد قباء بجوار معهد اللاسلكى ت / 0114650963ت / 0127129072

السبت، 6 فبراير 2010

الهمسة الثالثة والعشرين ( التحويلة )


التحويلة

لم يستمع يوما لكل العبارات التي تصفه بالجنون ، لم توقفه سيل اللعنات اليومي التي تصبه زوجته السليطة علي أذنيه .
كان عم ابراهيم يسير من الطريق العمومي وسط نظرات التشفي والشفقه ، وهمهمات وتهكمات الجميع ، ويمر بمحاذاة الترعة مداعبا فروع أشجار الصفصاف التي تهدلت في دلال تغتسل من المياه الراكدة ويعبر الجسر الضيق المبني من جذوع الأشجار وقطع الخشب البالية المصقولة بالطين ليستقر به المقام في الضفة الأخري علي قطعة الحجر التي ألفت جسمه
مسندا ظهره علي النخلة البور التي لم تسقط عليه رطبا قط ، معلقا بصره بالقضبان المثبتة في الأرض يتلفت من حين لآخر ينظر إلي اتجاة الظل وموضع الشمس .
كلما حان موعد قطار أسرع إلي ذراع التحويلة الصدأ ووجذبه ويعود ليسجل علامة علي الصفحة الترابية أسفل قدمه بعود الحطب اليابس
الذي يقلب به الجمرات تحت غلاي الشاي الذي إعتاد أن يشربه مع بعض لقيمات الخبز اليابس إن وجد
كثيرا ما ترددت عليه امرأته سكينة محاولة إثناءه عما يفعل ، صارخة في وجهه ..لاعنة التحويلة وعقله الخرب الذي يرفض الإقتناع بأن التحويلة آلية ، وما يفعله ليس سوي ضرب من الجنون ، وإن لم تكن آلية فمن أعطاه هذا الدور إذن ليحمل أعباءه !!
كانت تنهره وتتعالي صراخاتها طالبة منه أن يبحث عن عمل مجدي فقد تقرحت يداها وخارت قوها من التنظيف في بيوت القرية لإطعام الأفواه الجائعة ؛
فكان يجيبها حانقا ومن يتولي التحويلة ، كيف سيتغير مسار القطارات ، أرواح الناس يا عالم! .
ذات يوم كان صراخ امرأته يتردد صداه مدويا في بلدتنا أكثرت من إهانته وسبابه وهو لم يرد عليها قط ، كانت تلك المرة الأولي التي أري فيها عم إبراهيم منحنيا حتي كادت جبهته تلامس الأرض

ربت علي كتفه فإنزلقت دمعة من عينه رغما عنه
سألته
- ألم يكن ينبغي عليك العودة معها إلي البيت
- ما زلت أنتظر القطار القادم في آذان العشاء
- الوقت ما زال مبكرا بإمكانك أن تعود إلي البيت الآن وتعاود المجيء في موعد القطار
- الطل أرحم من صوت سكينه ، أحب أن ارح اذناي منها ومن صراخ الصغار
- لماذا لا تحاول أن تغير عملك ، فلتعمل في أي شيء آخر فالقضبان تتحول آليا
- لكنني لا أريد أي عمل آخر ... أفهم سكينه أنني خلقت لتحويل المسارات ، صدقني إن لم أغيرها لن تتغير
- إذن لا فائدة ، سوف أرسل لك بعض الطعام


ارسلت أحد الصبية بفطيرة وبيضتان لعم إبراهيم ، إلا أنه عاد مسرعا والفزع يكسو وجهه ليخبرني بأن عم إبراهيم سلم نفسه للقضبان التي يعشقها؛ إلتهمه القطار الذي طالما ظن أنه يتحكم به
وانطبعت أشلائه علي السكة الحديد ، اكتست القرية بالحداد لبضعة ساعات حزنا علي المجنون الذي أنهي حياته الغريبة فجأة .
إلا أنهم في اليوم التالي أقاموا سرادق عظيم وتنافسوا في إحضار المقرئين طالبين العفو من المبروك ؛ نفسه الذي كان يحيا بينهم بلقب المجنون
كل ذلك لأن قطار الصباح انحرف عن مساره ولم تتبدل التحويلة ، فكثر البكاء والنواح علي عم إبراهيم وزادت مصمصة الشفاه ، من سيتولي التحويلة من بعدك يا عم ابراهيم .. خسرناك يا مبروك ...
أما سكينة فقد جنت ثروة صغيرة من بيع اغراض المبروك لأهل القريه وكانت دائما ما تزوره وتطلب له الرحمه !



تمت بفضل الله

شيماء زايد

الأحد 31/1/२०१०

السادسه مساءا

الجمعة، 8 يناير 2010

همس من الواقع ( قصة نسر حقق حلمه...) أيمن يونس محمد



بدأت القصه عندما مر على وجودي بالأقصر إسبوعان كاملان,ووجدت نفسي منهمك في العمل حتى النخاع,ولا أعطي نفسي أي فرصه للراحه أو التفكير حتى لا أشعر بالوحده أو الإشتياق ,ولكن برغم كل هذا كان ينتابني شعورا دفينا أن هناك أشياءا كثيره تنقصني وأهمها هو العمل التطوعي الذي أصبح يجري في كياني مجرى الدم, حاولت كثيرا أن أجد جمعيه خيريه قريبه مني فلم أجد لم أكن أشترط أن تكون صناع أو غيرها فقط ابحث عن مكان للعمل التطوعي أخرج فيه بعض طاقاتي الحبيسه...ولكني لم أجد أو بمعنى أخر لم أجد جمعيه قريبه من محل أقامتي وتقوم بمشروعات جديه لا هزليه وأثناء هذا البحث الطويل تذكرت شيئا وهو ان اكثر ما يسعدني من هذه الاعمال التطوعيه هي الزيارات الميدانيه التي نذهب فيها لأحد دور الأيتام أو المستشفيات أو معهد الأورام وكثيرا ما إشتركت بها في المنيا سواء مع صناع أو جروب يلا نرضي ربنا أو مع بعض أصدقائي,,,فركزت على هذه المناطق ووجدت دارا للأيتام قريبه مني وبالفعل ذهبت ونسقت مع مدير الدار واتفقنا على عمل زياره لكل العاملين المسلمين بالفندق وتمت الزياره وكان يوما أكثر من رائعا وأعاد إلي كل ما كنت أشعر بأنه ينقصني في سفري هذا،كنت أرى السعاده على وجوه الأطفال فأشعر وكأني ولدت من جديد وأرى السعاده على وجوه زملائي الذين كانوا غير مصدقين بأنهم من يقومون بهذا العمل فأشعر بالفخر الشديد وبأن هناك أمل كبير لأعيش عليه هنا،ولكن...أكثر ما كان يؤرقني ويغضبني هو أن الدار بلا أي إمكانيات تذكر ,فهي لا تقارن بأي دار من الدور التي زرتها بالمنيا,الكثير من الأطفال لا يجدون أسره ليناموا عليها وملابسهم توضع في سله كبيره لعدم وجود دواليب كافيه لهم بإختصار كان وضع الدار يرثى له...وبرغم الفرح الشديد للقائهم كان قلبي يبكي دما على هذا الحال وهذا الإهمال المتناهي ولأن الله لطيف بعباده...قدر الله أن يجعلني سببا لإنهاء هذا الوضع المهين بدون أي مجهود مني...وبدأ الموضوع بإختصار شديد عندما كنت أتحدث مع إحدى البولنديات عن هذه الزياره الجميله وتطرق الحديث معها إلى الوضع الغير إنساني للدار ,كنت أتكلم معها بصوره وديه جدا ولا أقصد أي شئ وتفأجأت في العاشره مساءا بإتصال منها تطلبني في غرفتها لأمرا مهما للغايه وعندما ذهبت إليها وجدت عندها مجموعه من الرجال والنساء من الفوج الأيرلندي المقيم بالفندق لمدة إسبوعان وعندما تعرفت بهم إكتشفت أنهم أعضاء بارزون في جمعيات حقوق الإنسان ورعاية الطفوله في العالم وأحدهم مليارديرا شهيرا ببلده وعرضوا علي التبرع بمبالغ ضخمه لهذه الدار بعد شروط مهمه أولهم موافقة السلطات ومدير الدار وثانيهم أن أضع لهم خطه ماليه متقنه والثالث وهو الأصعب أن أكون مسئولا عن هذا المبلغ بصفتي الشخصيه نظرا لما وجدوه في نبرة صوتي من حماس وتأثر كما يقولون وبدأت العمل على الفور في الإتجاهات الثلاث وللصراحه الشديده لم أكن بمفردي فقد تحول حلمي الشخصي إلى حلم جماعي لكل من يعرفني في هذه البلده وبعد أن بدا الأمر من المستحيلات وإزدادت المشاكل الشديده جدا والعراقيل المعجزه لهذا الأمر وبدأ اليأس يدب في أعماق أعماقي فرج الله هذا الهم وأزال كل هذه العواقب إلا أن جاءت اللحظه الحاسمه بالأمس لنمضي العقود ونستلم الشيك ويتم تعييني مشرفا عاما على كل ما يخص الدار من أعمال وأهمها إيجاد منزلا أخر يصلح لأن يستوعب عدد الأطفال وتوفيره بكل ما يلزم من إحتياجات تعليميه وترفيهيه ثم مواصلة عملي كمشرفا عاما على كل ما يخص الأطفال من صغيره وكبيره
أحمدك ربي أحمدك ربي أحمدك ربي ...فكرمك بالعبد الفقير إليك كان أكثر مما يطلب أو يتمنىأحمدك ربي أحمدك ربي أحمدك ربي...فعندما ضاقت علي نفسي وضاقت على الأرض بما رحبت وجدت رحمتك التي وسعت كل شئأحمدك ربي أحمدك ربي أحمدك ربي


يبدو أن المدونه لم تعد همساتي الشخصيه ، وانما اصبحت اكثر اتساعا لتشمل كل الهمسات النابضه بالحياة

أخي الاصغر سنا والأكبر قدرا أيمن ،لا اعرف اكثر من اسمك جمعنا عملنا التطوعي وان كنت انت من ساكني المنيا

ولكن ما اجتمع قوم علي غاية ساميه إلا وكانت نفوسهم اكثر سمو ورفعه

رأيت في قصتك التي كتبتها عن ذاتك ألف إجابه لتساؤلاتنا

وكأنها قبس من نور إلي كل من حاصره ظلام الأحلام الفردية والذاتيه فاتخذ من كل الوسائل مبررا لغاياته الأنانية

أيها النسر المحلق ، سر في اتجاه الشمس واجلب لنا الصباح


شيماء زايد