الاثنين، 3 ديسمبر 2012

إلي أنا مرة أخري

يبدو أن مساحة الهمس قد صارت مساحة بوح ..


لما البوح 

والبوح عما 

لست أدري
فقد صار العمر أثقل من التحمل 

كنا صغار نتطلع إلي الحياة بكل فضول ، نفتش في خباياها ودهاليزها 

كبرنا .. كبرنا أكثر مما ينبغي وصارت الرؤية أوضح وأقرب وأبشع 

نضجنا ..نضجت ، صرت أتقبل كل العيوب البشرية- وإن كنت لا أتحملها - ..عدا التلاعب بعقول الآخرين ومشاعرهم ، والكذب علي الذات.

خبايا النفوس البشرية مفجعة ..لمن لديه القدرة علي إختراق السطح الظاهر

مبتلاة أنا بالرؤية ..أري أكثر مما ينبغي ..أبعد مما ينبغي .. أري ما لا يراه الآخرين 

ولا أحد يراني
وكأنني المخلوق الأوحد من نوعه .. لم أعد أتطلع لشيء ..أي شيء

فقط يلح علي الرحيل 

الرحيل عن كل الأشياء التي أعرفها .. ولا تعرفني 

الرحيل عن ذاتي والإنتقال لعالم أفضل لا تغرينا فيه الأسئله  دون أجوبة نرتضيها ..
أن نستهلك اليوم ليمر بثقلة ومنغصاته وأوجاعه مهمة شاقة لم أعد أتحملها
وليس أمامي خيارات أخري سوي أن استأنف استهلاك نفسي مع الأيام التي تقتل فينا أروع ما فينا..فنصير بقايا من بقايا

الاثنين، 13 أغسطس 2012

عن خيبة الأمل أتحدث

نظراً لكون المدونة مهجورة ، كصحراء جرداء ولا مارة هنا 
أري الفرصة سانحة لأتحدث لنفسي قليلا 
فبعد أن بلغت ربع قرن من العمر ، وأحسنت استقبال كل صفعات الحياة بوجه باسم 
اكتشفت أني مغفلة كبيرة ...
ليس عيبا أن تكون مغفلاً ، ولكن العيب أن تسمح للحياة أن تستمر في استغفالك بوجه باسم 
أن تظل تدافع عن معاني لا وجود لها إلا بوجدانك ، وعلاقات صداقة أحادية الطرف
تفعّل كل حيلك الدفاعية ، فتري كل ما يأتيك منهم كبيرا علي ضئالته

وهم لا يرون عطائك رغم عمقه وصدقه إلا أداء منطقي مفروض عليك ..إن كان هناك رؤيه من الأساس
وأنت تدرك جيدا أنك كلما عظمت قيمتهم داخلك ، تقلل من قيمتك داخلهم
وتكون خيبة الأمل الكبري عندما تعلم فجأة ..أن مساحتك لديهم ليست ضئيلة فقط وإنما أنت  لديهم لا شيء
عندها يكون اللوم هو الحماقة الكبري 

فقط عليك ان تتلقي الصفعه هذه المرة بوجه عابس 
وتستأصل كل الوجوه التي غرستها بعمق داخل قلبك 
وعلي قدر عمقها يكن الألم ، تخرجها بدمائك  وخلاياك الحيه 
الاستئصال رغم آلامه ، يحد من انتشار الوجع ...




السبت، 11 فبراير 2012

الهمسة الثلاثون " ورقتا لعب "



(1)

القلوب التي تطلعت إليها كانت تخشى عينيها القويتين، أنفها الشامخ، قامتها العالية..
وهي لم تتطلع إلا إليه، كل الأرقام المبعثرة لم تشغلها، كما شغلتها التفاتته الهادئة.

(2)

دائماً ما كانت تتوقف عند حدود التساؤل المكتوم، عن الصورة في جيب قميصه، والتي تقودها عيناه إليها دائماً، هل هي صورتها، أم صورة بنت الكوتشينة؟!

(3)

يتقن التفريق... تقدير الرهان.. واختيار الكروت الرابحة، وهي تهيم بانتصاراته.
كل الأوراق يطرحها على الطاولة.. تتزايد معه صور الكوتشينة، وهو يجيد اللعب بالبنات والجوكر.

(4)

لم تعد تهتم بالصورة في جيبه، فصورتها وبنت الكوتشينة سواء، لم تحتج كثيراً من الوقت للتعلم..
أضحت أكبر منافسة له علي الطاولة، واستهواها اللعب..

(5)

انتزعت صورته المحفوظة بعناية داخل حافظة نقودها، ووضعت بدلاً منها، ولد الكوتشينة.