الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

كارت العيد


كل عام وانتم في نعمة العبودية لله ، كل عام وأنتم بخير



الخميس، 25 سبتمبر 2008

الهمسة التاسعة (محاق)



أيها الأمير المتوج علي عرش الظلام فوق رؤوسنا، بين ومضات النجوم المبعثرة .

أري أيامي علي صفحات وجهك المتغيرة ، فتارة تكون بدر فتكون أيامي واضحة كوجهك البهي ، وعندما يتضاءل وجهك تتضاءل ملامح أيامي؛ ويرسم نورك - تجلي أو خفت - علاماتي علي الطريق .

أيها القابع المتفرد المتغير صاحب الانطباعات الساحرة والمزاج المتقلب .

أراك ارتحلت اليوم ، فضل الطريق مني ، انه إذن يوم سفري؛ولما السفر ، بحثا عن الطريق ؟ ، عن الضوء؟ ، عنك ؟، عن الجديد ؟.

لست أدري ، ولكني اعتدت عند رحيلك أن ألتمس السبيل إلي القطار ، أتحسس هيكله نوافذه واقفز من بابه إلي عالم الترحال .

يحملني القطار ، أراه اليوم مزدحم ، ربما هؤلاء جميعهم يبحثون مثلي عن ... عن أي شيء ...أو لا شيء أو ربما لا يبحثون هم فقط يهربون .

يزداد صوت الأنفاس ، الحديث ، وصيحات إلتهام العجلات للقضبان ،وتتزاحم معه الأفكار ، الذكريات ما بين دموع وابتسامات .

والنافذة تطل علي عرشه المظلم بين ومضات النجوم الخافتة.

في المحطة الأولي نزل العديد ، جلست في مقاعد الانتظار أتأمل الوجوه من حولي ، أتوه داخل العيون فلا أجد سوي الظلام ، انقضت دقائق الانتظار وعلي أن أواصل الترحال .

يدعوني قطاري للركوب بصيحاته المتعالية التي تعلن الانطلاق ، وقبل أن اقفز داخله من جديد يترائي لي صديق قديم ، هل هو حقا ، ولما لا ربما مازال يحتفظ بجنونه – الذي هو قمة العقل – هل هو من الباحثين أم الهاربين ، ربما اختلط علي الأمر .

في المحطة الثانية اتضحت الرؤية وجدته يقفز من التنقل إلي الثبات لالتقاط الأنفاس ، كلا منا يقف مسندا ظهره علي القطار الذي نزل منه للتو .

تلاقت أعيننا ، ابتسمنا ، بادر بخطوة نحوي ، فاستأنفت الطريق بيننا بخطوتين .

وقبل أن نبدأ الحديث أعلن القطار إنذاره من جديد .

قفزت إلي الداخل ولكن هذه المرة لم اقفز وحدي قفزت معه داخل عربته ، تبادلنا الجلوس علي مقعده فلاح في الأفق سنيا ضوء يبتلعها جيوش الظلام .

تسامرنا ،تذكرنا ما كان ،تخيلنا ما سيكون وسألته لما السفر ؟

- ربما أبحث عنك .

- تبحث عني !

- إن أروع ما في السفر أن تجد في كل محطة صديق قديم يرشدك للطريق .

- لكل منا طريق .

- ولكن الغاية واحده .

- إذن لقد توقف القطار ، محطة جديدة فلنخرج لعلنا نجد صديق آخر .

- وأنت عما تبحث .

قالها بنصف داخل القطار ونصف خارجه ، فابتسمت وآثرت الصمت علني أجد الإجابة في المحطة التالية .

بعد قليل من التسكع عدنا مرة أخري للقطار ولكن في هذه المرة كنا داخل العربة التي تحمل مقعدي ، تبادلنا الجلوس ، حدثته عن القمر ، عن أطواره ، عن علاماته ، وعن قراءة النجوم ، وعن ترحالي كل محاق .

من مقعدي أدرك بغيته ، لمح طريقه علي مرمي البصر في المحطة التالية ، وقبل أن يرحل ابتسم مودعا وقال بصوت خافت أرسل شكري لمحاقك الذي أدخلك دائرة التيه لتهديني .

ركبت قطاري قبل أن يطلق إنذاره ، ناديت عليه، ألتفت ،سألته ؛

- ألا تريد أن تعرف عما أبحث .

وقف برهة وانتظر ، لتتلاقي أعيننا مع ضوء الصباح قبل أن يسأل بابتسامة واعية .

- عما ؟

انطلق القطار ليباعد بيننا توجهت نحو الشباك القريب منه وهو يخطو بخطوات واسعة عله يدركني .

- ابحث عن نفسي يا عزيزي ، نفسي التي أراها الآن ماثلة بين عينيك .

ومضي القطار .


تم بفضل الله،

شيماء زايد

22/9/2008الساعة الثانية ظهراً

الاثنين، 15 سبتمبر 2008

الهمسة الثامنه ( ليس كل طين إنسان)


من الطين خلق الإنسان ...
سيطرت علية هذه الفكرة عندما رسم نفسه داخل إطار يتوسط صفحة طينية كبيرة وضع فيها الجميع .
رمي ها هنا بذرة ووضع هناك ملمح ، غرس شجرة ،قلم نخلة ،شق جدول ،نشر اللون الأخضر حوله.
تفتحت الأزهار ونشرت عطرها الساحر، ترنمت الطيور بأعذب الألحان ، تنامي عطاء الأرض من حوله ؛ عطاء الطين ..الذي صنعه ، الذي خلق هو منه ، أضحت صفحته جنة هو صانعها ؛ ليست كجنة طرد منها .
استمد سعادته ممن حوله في جنته الوهمية – الحقيقية – عشق صورته المعطاءة الملائكية ،
ازدادت الصفحة من حوله ازدهاراً ،وكسي جنته اخضراراً،نبتت الأحلام ورويت بالطموح وانتشر عبير النجاح .
من صورته أطلت عينين آدمية ، أشاحت نظرها عن مركز الصفحة – الجنة – وخفت شيئا فشيئا بريق الفخر فيها كلما طال انتظار الثمار .
عندها ظهرت في ثوبها الجريء بملامحها البارزة ، اعتصرت كتفيه هزته بعنف وأشارت نحو المنتصف ؛
حيث رسم نفسه داخل إطار يتوسط الصفحة الطينية؛ وجد إطاره خاويا ، وهو مازال في المنتصف طينة جافة قاحلة ، تسترق الظل مما حولها.
ظهرت الحقيقة في ثوبها الجريء بملامحها البارزة ، لتعكس عينيها صورته البشرية .
غرس الأرض.. كل الأرض ، لأنه أراد كل الثمر .
وترك نفسه طين صلب في إطار خالي.
حينها أدرك أن من الطين خلق الإنسان .... وليس كل طين إنسان .
وبين أعين الحقيقة ... تنهار كل أكذوبة حاول يوما أن يحيياها .

تمت بفضل الله ،
شيماء زايد
السبت 13/9/2008
الساعة 11مساءً