
أحلام وعقارب
مازال صوت تحديه المزعج بنقراته المتتالية يدق في سكون الغرفة ، كلما دار لفته المعتادة مجبراً غريمه علي التحرك ليعلنوا معاً عن مرور ساعة كاملة من الزمن.
وقد اعتاد أمير علي النوم رغم صراع العقارب ، ها هو ينعم بالنوم العميق حيث الأحلام ، وهو يحيا بالأحلام أو ربما هي تحيا متطفلة علية دون أن يشعر .
في كل حلم يري ما يتمناه ، فيوما يحلم بالثراء أو يعيش النجاح أو يطوف البلدان قد يري نفسه رياضياً مشهوراً أو عالماً فذاً يتوصل لتركيبة إكسير الحياة .
واليوم من تكون يا أمير ؟
رسام مبدع... احلم بأني رسام رغم أني ما مسكت بيدي فرشاة قط، وهنا تكمن روعة الأحلام.
ولكن ما هذا الذي ارسمه؛ يذكرني الرسم بتلك اللوحة الكثيرة الألوان والخطوط الذي نشرها أستاذ الجغرافيا أمامنا ونحن صغار فكانت أول خريطة تراها أعيننا. إنها حقا هي !!هل ارسم خريطة أوطاني لا يهم فأنا أجيد الرسم علي كل حال .
هنا بعض اللون الأصفر مساحات من الخضار وما هذا اللون الأحمر ! لما أري الدول أصبحت دويلات،وهل اختلف أسماؤها ، بل هناك دول طمست بالفعل .
نعم لم أعبأ يوما لدراسة الجغرافيا أو أي علم آخر ولكني علي ثقة أنها ليست تلك الخريطة التي بهرتنا رؤيتها قديما بألوانها الجذابة وتقسيماتها المتآلفة ، أول رسم نتلقى عليه دروسنا .
لا يهم فأنا ارسم؛ بحاراً وأنهاراً وجبالاً ،وكفاً وأصابعاً !
لما الأصابع متناثرة أحاول أن الصقها بكفها ولكنها تأبي !
ربما لو جمعتها تعتدل الصورة فأري الأشياء في أماكنها كما كانت في الماضي .
لا ... ها قد بدأ المزعج صريخه ، دعني أكمل حلمي،دعني أصلح رسمي ، اصمت .
طالما سبقتني ولن أجعلك اليوم تفسد حلمي .
كانت هذه الجملة وأمير بين النوم واليقظة ويداه تتحرك بسرعة وحزم غريق يزيح عنه الماء لتطيح بالمنبه الكبير الذي يصيح بجانبه .
يقع المنبه ويرتطم بالأرض لتنفصل أجزاؤه وتتبعثر محتوياته .
ها هو يعود لحلمه من جديد ، الفرشاة أصبحت أثقل مما يتحمل وهو يصر علي تعديل الرسم ، لما تبتعد اللوحة عنه كلما اقترب منها ؟ ها قد امسك بها .
لا تحاولي العبث معي أيتها اللعينة سوف اخط داخلك ما أريده فأنا أمير .
؛كنت أميراً، ترددت هذه العبارة علي نحو مخيف قبل أنا ينشق كل إصبع ويخرج منه ثعبان كبير يلتهم الأخضر والأصفر لا يفرق بين الألوان ها هي الثعابين قضت علي اللوحة .
ووجهت نظراتها السامة إلي أمير ،
قد التفت علي يدي أمير، ساقيه، خصره، وعنقه ... اجتمعوا جميعا حول عنقه ... قواه تخور ...يعجز عن المقاومة ...انه يختنق .. يختنق .
يحاول التخلص دون جدوى ها هو يستيقظ علي سقطة من أعلي سريره إلي أرضية الغرفة جوار أجزاء المنبه المبعثرة.
لتتعالي أصوات ضحكات العقارب المطلة من بين حطامه وكأنها تقول له ساخرة ،احلم بما نريد ووقتما نريد وإلا فلتكن كوابيساً .
تمت بحمد الله
شيماء زايد
مازال صوت تحديه المزعج بنقراته المتتالية يدق في سكون الغرفة ، كلما دار لفته المعتادة مجبراً غريمه علي التحرك ليعلنوا معاً عن مرور ساعة كاملة من الزمن.
وقد اعتاد أمير علي النوم رغم صراع العقارب ، ها هو ينعم بالنوم العميق حيث الأحلام ، وهو يحيا بالأحلام أو ربما هي تحيا متطفلة علية دون أن يشعر .
في كل حلم يري ما يتمناه ، فيوما يحلم بالثراء أو يعيش النجاح أو يطوف البلدان قد يري نفسه رياضياً مشهوراً أو عالماً فذاً يتوصل لتركيبة إكسير الحياة .
واليوم من تكون يا أمير ؟
رسام مبدع... احلم بأني رسام رغم أني ما مسكت بيدي فرشاة قط، وهنا تكمن روعة الأحلام.
ولكن ما هذا الذي ارسمه؛ يذكرني الرسم بتلك اللوحة الكثيرة الألوان والخطوط الذي نشرها أستاذ الجغرافيا أمامنا ونحن صغار فكانت أول خريطة تراها أعيننا. إنها حقا هي !!هل ارسم خريطة أوطاني لا يهم فأنا أجيد الرسم علي كل حال .
هنا بعض اللون الأصفر مساحات من الخضار وما هذا اللون الأحمر ! لما أري الدول أصبحت دويلات،وهل اختلف أسماؤها ، بل هناك دول طمست بالفعل .
نعم لم أعبأ يوما لدراسة الجغرافيا أو أي علم آخر ولكني علي ثقة أنها ليست تلك الخريطة التي بهرتنا رؤيتها قديما بألوانها الجذابة وتقسيماتها المتآلفة ، أول رسم نتلقى عليه دروسنا .
لا يهم فأنا ارسم؛ بحاراً وأنهاراً وجبالاً ،وكفاً وأصابعاً !
لما الأصابع متناثرة أحاول أن الصقها بكفها ولكنها تأبي !
ربما لو جمعتها تعتدل الصورة فأري الأشياء في أماكنها كما كانت في الماضي .
لا ... ها قد بدأ المزعج صريخه ، دعني أكمل حلمي،دعني أصلح رسمي ، اصمت .
طالما سبقتني ولن أجعلك اليوم تفسد حلمي .
كانت هذه الجملة وأمير بين النوم واليقظة ويداه تتحرك بسرعة وحزم غريق يزيح عنه الماء لتطيح بالمنبه الكبير الذي يصيح بجانبه .
يقع المنبه ويرتطم بالأرض لتنفصل أجزاؤه وتتبعثر محتوياته .
ها هو يعود لحلمه من جديد ، الفرشاة أصبحت أثقل مما يتحمل وهو يصر علي تعديل الرسم ، لما تبتعد اللوحة عنه كلما اقترب منها ؟ ها قد امسك بها .
لا تحاولي العبث معي أيتها اللعينة سوف اخط داخلك ما أريده فأنا أمير .
؛كنت أميراً، ترددت هذه العبارة علي نحو مخيف قبل أنا ينشق كل إصبع ويخرج منه ثعبان كبير يلتهم الأخضر والأصفر لا يفرق بين الألوان ها هي الثعابين قضت علي اللوحة .
ووجهت نظراتها السامة إلي أمير ،
قد التفت علي يدي أمير، ساقيه، خصره، وعنقه ... اجتمعوا جميعا حول عنقه ... قواه تخور ...يعجز عن المقاومة ...انه يختنق .. يختنق .
يحاول التخلص دون جدوى ها هو يستيقظ علي سقطة من أعلي سريره إلي أرضية الغرفة جوار أجزاء المنبه المبعثرة.
لتتعالي أصوات ضحكات العقارب المطلة من بين حطامه وكأنها تقول له ساخرة ،احلم بما نريد ووقتما نريد وإلا فلتكن كوابيساً .
تمت بحمد الله
شيماء زايد