الجمعة، 8 يناير 2010

همس من الواقع ( قصة نسر حقق حلمه...) أيمن يونس محمد



بدأت القصه عندما مر على وجودي بالأقصر إسبوعان كاملان,ووجدت نفسي منهمك في العمل حتى النخاع,ولا أعطي نفسي أي فرصه للراحه أو التفكير حتى لا أشعر بالوحده أو الإشتياق ,ولكن برغم كل هذا كان ينتابني شعورا دفينا أن هناك أشياءا كثيره تنقصني وأهمها هو العمل التطوعي الذي أصبح يجري في كياني مجرى الدم, حاولت كثيرا أن أجد جمعيه خيريه قريبه مني فلم أجد لم أكن أشترط أن تكون صناع أو غيرها فقط ابحث عن مكان للعمل التطوعي أخرج فيه بعض طاقاتي الحبيسه...ولكني لم أجد أو بمعنى أخر لم أجد جمعيه قريبه من محل أقامتي وتقوم بمشروعات جديه لا هزليه وأثناء هذا البحث الطويل تذكرت شيئا وهو ان اكثر ما يسعدني من هذه الاعمال التطوعيه هي الزيارات الميدانيه التي نذهب فيها لأحد دور الأيتام أو المستشفيات أو معهد الأورام وكثيرا ما إشتركت بها في المنيا سواء مع صناع أو جروب يلا نرضي ربنا أو مع بعض أصدقائي,,,فركزت على هذه المناطق ووجدت دارا للأيتام قريبه مني وبالفعل ذهبت ونسقت مع مدير الدار واتفقنا على عمل زياره لكل العاملين المسلمين بالفندق وتمت الزياره وكان يوما أكثر من رائعا وأعاد إلي كل ما كنت أشعر بأنه ينقصني في سفري هذا،كنت أرى السعاده على وجوه الأطفال فأشعر وكأني ولدت من جديد وأرى السعاده على وجوه زملائي الذين كانوا غير مصدقين بأنهم من يقومون بهذا العمل فأشعر بالفخر الشديد وبأن هناك أمل كبير لأعيش عليه هنا،ولكن...أكثر ما كان يؤرقني ويغضبني هو أن الدار بلا أي إمكانيات تذكر ,فهي لا تقارن بأي دار من الدور التي زرتها بالمنيا,الكثير من الأطفال لا يجدون أسره ليناموا عليها وملابسهم توضع في سله كبيره لعدم وجود دواليب كافيه لهم بإختصار كان وضع الدار يرثى له...وبرغم الفرح الشديد للقائهم كان قلبي يبكي دما على هذا الحال وهذا الإهمال المتناهي ولأن الله لطيف بعباده...قدر الله أن يجعلني سببا لإنهاء هذا الوضع المهين بدون أي مجهود مني...وبدأ الموضوع بإختصار شديد عندما كنت أتحدث مع إحدى البولنديات عن هذه الزياره الجميله وتطرق الحديث معها إلى الوضع الغير إنساني للدار ,كنت أتكلم معها بصوره وديه جدا ولا أقصد أي شئ وتفأجأت في العاشره مساءا بإتصال منها تطلبني في غرفتها لأمرا مهما للغايه وعندما ذهبت إليها وجدت عندها مجموعه من الرجال والنساء من الفوج الأيرلندي المقيم بالفندق لمدة إسبوعان وعندما تعرفت بهم إكتشفت أنهم أعضاء بارزون في جمعيات حقوق الإنسان ورعاية الطفوله في العالم وأحدهم مليارديرا شهيرا ببلده وعرضوا علي التبرع بمبالغ ضخمه لهذه الدار بعد شروط مهمه أولهم موافقة السلطات ومدير الدار وثانيهم أن أضع لهم خطه ماليه متقنه والثالث وهو الأصعب أن أكون مسئولا عن هذا المبلغ بصفتي الشخصيه نظرا لما وجدوه في نبرة صوتي من حماس وتأثر كما يقولون وبدأت العمل على الفور في الإتجاهات الثلاث وللصراحه الشديده لم أكن بمفردي فقد تحول حلمي الشخصي إلى حلم جماعي لكل من يعرفني في هذه البلده وبعد أن بدا الأمر من المستحيلات وإزدادت المشاكل الشديده جدا والعراقيل المعجزه لهذا الأمر وبدأ اليأس يدب في أعماق أعماقي فرج الله هذا الهم وأزال كل هذه العواقب إلا أن جاءت اللحظه الحاسمه بالأمس لنمضي العقود ونستلم الشيك ويتم تعييني مشرفا عاما على كل ما يخص الدار من أعمال وأهمها إيجاد منزلا أخر يصلح لأن يستوعب عدد الأطفال وتوفيره بكل ما يلزم من إحتياجات تعليميه وترفيهيه ثم مواصلة عملي كمشرفا عاما على كل ما يخص الأطفال من صغيره وكبيره
أحمدك ربي أحمدك ربي أحمدك ربي ...فكرمك بالعبد الفقير إليك كان أكثر مما يطلب أو يتمنىأحمدك ربي أحمدك ربي أحمدك ربي...فعندما ضاقت علي نفسي وضاقت على الأرض بما رحبت وجدت رحمتك التي وسعت كل شئأحمدك ربي أحمدك ربي أحمدك ربي


يبدو أن المدونه لم تعد همساتي الشخصيه ، وانما اصبحت اكثر اتساعا لتشمل كل الهمسات النابضه بالحياة

أخي الاصغر سنا والأكبر قدرا أيمن ،لا اعرف اكثر من اسمك جمعنا عملنا التطوعي وان كنت انت من ساكني المنيا

ولكن ما اجتمع قوم علي غاية ساميه إلا وكانت نفوسهم اكثر سمو ورفعه

رأيت في قصتك التي كتبتها عن ذاتك ألف إجابه لتساؤلاتنا

وكأنها قبس من نور إلي كل من حاصره ظلام الأحلام الفردية والذاتيه فاتخذ من كل الوسائل مبررا لغاياته الأنانية

أيها النسر المحلق ، سر في اتجاه الشمس واجلب لنا الصباح


شيماء زايد