حالة وضع !!
علمت أنها تضع مولدها الأول في ذاك التوقيت ... لم أتردد لحظه في قرار الذهاب إليها رغم خوفي الشديد
فأنا اسمع دائما عن مدي صعوبة وآلام الوضع
ذهبت إلي المستشفي سيراً علي الأقدام لا اعلم أرغبة في تفريغ شحنة التوتر، أم لاستهلك المزيد من الوقت في الطريق ،داخل المستشفي أخذت جولة في كل الطوابق تقريبا حتي وجدت نفسي في مكتب مزدحم بالمكاتب وأجهزه الكمبيوتر
عندما استوعبت ذلك سألت بذهول من يستفيق من النوم ...أين غرفة العمليات ؟
كان الرد ممزوج ببسمات التعجب ...يا للحماقة ... هل يبدو علي وجهي عدم الاتزان لهذا الحد!!
عندما وصلت لغرفة العمليات كانت عملية الوضع تمت بالفعل، تنفست الصعداء وسألت عن غرفتها
طرقت الباب ... دخلت في اندفاع ... أجد بعض الناس الذين يعرفونني واعرفهم ... نتبادل الحوار بلا حوار وعيني وذهني معلق بالأم ...هذا الجسد النحيل المتدثر داخل الكثير من الأغطية يئن غائبا عن الوعي كادت تخونني دمعتي إلا أني احتجزتها في مقلتي
تلفت علي السرير الآخر لأجد شيء صغير ملفوف في أشياء كثيرة ...يقولون انه المولود الجديد
مغلق العينان ...اصفر الوجه ... أطرافه الدقيقة المرتعدة البيضاء انكمش جلدها من السوائل ...
لا ألوم عليه كل هذا الخوف ...كم أشفق عليه ...ماذا سوف يفعل في هذه الدنيا ... كيف سيشق طريقه وسط أشوكها...حقا هذه هي انسب صورة لاستقبال الحياة !
أنين من الجهة الأخرى يزداد ...تتألم ...تنادي كل المحيطين ... تهتف باسم زوجها الذي اخفت عنه موعد وضعها خشية عليه أن يفقد عمله ...هذا الزوج الذي تفرض عليه طبيعة عمله التواجد معها سبعة أيام كل شهر
آلامها شديدة .... الطفل مازال يرتعد .... ها هي تهتف من جديد باسم زوجها وتصر علي عدم إبلاغه وتأكد علي ذلك مرات ومرات .... بدأ الطفل يرشف بعض قطرات الأعشاب بالقطارة التي تطوعت احدي الحاضرات بإطعامه من خلالها ... صرخاتها تعلوا تطلب المزيد من المسكنات .... بدأ الصغير يفتح عيناه إلا انه سارع بإغلاقهم سريعا خائفا يقاوم ضوء المصباح ... أغلقهم يا صغيري فالظلام أكثر أمانا من ظلمات النفوس
مازالت تتألم ...تناجي زوجها تحت تأثير المخدر ... لم أكن اعلم أنها تحبه كل هذا الحب
فلقد تزوجا زواجا تقليديا ... فما كانوا روميا وجولييت ولا قيسا وليلي ...سبحان من يألف بين القلوب ...نعم سبحان الله .... وتبارك الله أحسن الخالقين يا لجمال البراءة التي اطمأنت بعد رشف الأعشاب ... وجه جميل نقي...دبت فيه الحياة بعد إطعامه ... ملامح منتفخة ورائعة في نفس الوقت ،
جاءت الطبيبة لتزيد جرعة المسكن حاولت مداعبة الأم في محاوله لإفاقتها ... حملت الطفل وذهبت إليها معلقة علي المولود بأنه قبيح ... ونحمد الله انه لم يكن فتاه ... فإذا بالأم تنتفض لتري وجه ابنها لتتخذ وضع دفاعي فتنظر إلي الطبيبة نظرة ناريه وتردد عبارة واحده ثلاث مرات متتالية .."ابني ليس قبيحا"
تعالت الضحكات عند حدوث هذا الموقف ...تحاملت الأم علي نفسها رغم آلامها وضمت الطفل إلي صدرها محاولة إرضاعه ... فرفض الطفل ...فإذا بي أري الأم التي تتحامل علي آلامها حتي أنها لم تذرف دمعة واحده...قد انهال سيل الدموع من عينيها ولم تهدأ حتي طمأنتها الطبيبة انه أمر طبيعي يحدث من بعض المواليد
لتغيب الأم عن الوعي مره أخري .. هكذا كانت فترات إفاقتها لا تزيد عن بضعة دقائق
يا للعجب ... كيف أري في جمال الصغير كل هذا الخوف ...لأنسج منه خيوط اليأس .... وكيف أري في آلام الأم كل هذا الجمال ...ليعكس داخلي صورة الحب
حقا إن نور الفطرة الطيبة كفيل بإزاحة ستائر رؤيتنا السوداوية
علمت أنها تضع مولدها الأول في ذاك التوقيت ... لم أتردد لحظه في قرار الذهاب إليها رغم خوفي الشديد
فأنا اسمع دائما عن مدي صعوبة وآلام الوضع
ذهبت إلي المستشفي سيراً علي الأقدام لا اعلم أرغبة في تفريغ شحنة التوتر، أم لاستهلك المزيد من الوقت في الطريق ،داخل المستشفي أخذت جولة في كل الطوابق تقريبا حتي وجدت نفسي في مكتب مزدحم بالمكاتب وأجهزه الكمبيوتر
عندما استوعبت ذلك سألت بذهول من يستفيق من النوم ...أين غرفة العمليات ؟
كان الرد ممزوج ببسمات التعجب ...يا للحماقة ... هل يبدو علي وجهي عدم الاتزان لهذا الحد!!
عندما وصلت لغرفة العمليات كانت عملية الوضع تمت بالفعل، تنفست الصعداء وسألت عن غرفتها
طرقت الباب ... دخلت في اندفاع ... أجد بعض الناس الذين يعرفونني واعرفهم ... نتبادل الحوار بلا حوار وعيني وذهني معلق بالأم ...هذا الجسد النحيل المتدثر داخل الكثير من الأغطية يئن غائبا عن الوعي كادت تخونني دمعتي إلا أني احتجزتها في مقلتي
تلفت علي السرير الآخر لأجد شيء صغير ملفوف في أشياء كثيرة ...يقولون انه المولود الجديد
مغلق العينان ...اصفر الوجه ... أطرافه الدقيقة المرتعدة البيضاء انكمش جلدها من السوائل ...
لا ألوم عليه كل هذا الخوف ...كم أشفق عليه ...ماذا سوف يفعل في هذه الدنيا ... كيف سيشق طريقه وسط أشوكها...حقا هذه هي انسب صورة لاستقبال الحياة !
أنين من الجهة الأخرى يزداد ...تتألم ...تنادي كل المحيطين ... تهتف باسم زوجها الذي اخفت عنه موعد وضعها خشية عليه أن يفقد عمله ...هذا الزوج الذي تفرض عليه طبيعة عمله التواجد معها سبعة أيام كل شهر
آلامها شديدة .... الطفل مازال يرتعد .... ها هي تهتف من جديد باسم زوجها وتصر علي عدم إبلاغه وتأكد علي ذلك مرات ومرات .... بدأ الطفل يرشف بعض قطرات الأعشاب بالقطارة التي تطوعت احدي الحاضرات بإطعامه من خلالها ... صرخاتها تعلوا تطلب المزيد من المسكنات .... بدأ الصغير يفتح عيناه إلا انه سارع بإغلاقهم سريعا خائفا يقاوم ضوء المصباح ... أغلقهم يا صغيري فالظلام أكثر أمانا من ظلمات النفوس
مازالت تتألم ...تناجي زوجها تحت تأثير المخدر ... لم أكن اعلم أنها تحبه كل هذا الحب
فلقد تزوجا زواجا تقليديا ... فما كانوا روميا وجولييت ولا قيسا وليلي ...سبحان من يألف بين القلوب ...نعم سبحان الله .... وتبارك الله أحسن الخالقين يا لجمال البراءة التي اطمأنت بعد رشف الأعشاب ... وجه جميل نقي...دبت فيه الحياة بعد إطعامه ... ملامح منتفخة ورائعة في نفس الوقت ،
جاءت الطبيبة لتزيد جرعة المسكن حاولت مداعبة الأم في محاوله لإفاقتها ... حملت الطفل وذهبت إليها معلقة علي المولود بأنه قبيح ... ونحمد الله انه لم يكن فتاه ... فإذا بالأم تنتفض لتري وجه ابنها لتتخذ وضع دفاعي فتنظر إلي الطبيبة نظرة ناريه وتردد عبارة واحده ثلاث مرات متتالية .."ابني ليس قبيحا"
تعالت الضحكات عند حدوث هذا الموقف ...تحاملت الأم علي نفسها رغم آلامها وضمت الطفل إلي صدرها محاولة إرضاعه ... فرفض الطفل ...فإذا بي أري الأم التي تتحامل علي آلامها حتي أنها لم تذرف دمعة واحده...قد انهال سيل الدموع من عينيها ولم تهدأ حتي طمأنتها الطبيبة انه أمر طبيعي يحدث من بعض المواليد
لتغيب الأم عن الوعي مره أخري .. هكذا كانت فترات إفاقتها لا تزيد عن بضعة دقائق
يا للعجب ... كيف أري في جمال الصغير كل هذا الخوف ...لأنسج منه خيوط اليأس .... وكيف أري في آلام الأم كل هذا الجمال ...ليعكس داخلي صورة الحب
حقا إن نور الفطرة الطيبة كفيل بإزاحة ستائر رؤيتنا السوداوية